فصل: السنة التاسعة من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة التاسعة من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر

وهي سنة ثماني عشرة وسبعمائة‏.‏

فيها توفي قاضي القضاة زين الدين أبو الحسن علي بن الشيخ رضي الدين أبي القاسم مخلوف بن تاج الدين ناهض المالكي النويري في يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى الآخرة بمصر ودفن بسفح المقطم‏.‏

ومولده في سنة عشرين وستمائة‏.‏

وكان فقيهًا دينًا خيرًا حسن الأخلاق‏.‏

وولي القضاء بديار مصر في سنة خمس وثمانين وستمائة فكانت مدة ولايته ثلاثًا وثلاثين سنة تقريبًا‏.‏

وعرضت عليه الوزارة في الدولة المنصورية لاجين فأباها خوفًا من علم الدين سنجر الشجاعي وتولى بعده القضاء نائبه تقي الدين محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران الأخنائي وتوفي الشيخ الإمام الزاهد بقية السلف أبو بكر بن الشيخ المسند المعمر زين الدين أبي العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المقدسي الحنبلي‏.‏

سمع الكثير وحدث‏.‏

وكان شيخًا كثير التلاوة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وحدث في حياة والده‏.‏

ومولده سنة ست وعشرين وستمائة وقيل سنة خمس وعشرين‏.‏

ومات ليلة الجمعة التاسع والعشرين من رمضان‏.‏

وتوفي الأمير علاء الدين أقطوان الساقي الظاهري في عاشر شهر رمضان بدمشق وقد جاوز الثمانين سنة‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مواظب الجماعات ويقوم الليل‏.‏

وتوفي الأمير عز الدين طقطاي الناصري‏.‏

كان نائب الكرك فتمرض فعزل عن الكرك وتوجه إلى دمشق ليتداوى بها فمات في رابع عشر شعبان‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين منكبرس نائب عجلون‏.‏

كان من قدماء المماليك المنصورية وكان معظمًا في الدول وله حرمة وافرة‏.‏

وتوفي الشيخ كمال الدين أحمد بن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سجمان البكري الوائلي الشريشي الفقيه الشافعي‏.‏

مات بطريق الحجازة وكان فقيهًا عالمًا فاضلًا‏.‏

وتوفي الشيخ جمال الدين أبو بكر إبراهيم بن حيدرة بن علي بن عقيل الفقيه الشافعي المعروف بابن القماح في سابع عشر ذي الحجة‏.‏

وكان معدودًا من فضلاء الشافعية‏.‏

وتوفي الشيخ المقرىء مجد الدين أبو بكر بن الشيخ شمس الدين محمد بن قاسم التونسي المقرىء النحوي المالكي في ذي القعدة بدمشق‏.‏

وكان من فضلاء المالكية‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين وقيل شمس الدين سنقربن عبد الله الكمالي الحاجب في حبس الملك الناصر بقلعة الجبل في شهر ربيع الآخر‏.‏

وكان أولًا معتقلًا بالكرك فأحضر هو والأمير كراي إلى القاهرة فحبسا بقلعة الجبل إلى أن مات بها‏.‏

وكان من عظماء الدولة ومن أكابر الأمراء‏.‏

وتولى الحجوبية بالديار المصرية في عدة دول‏.‏

وكان أحد الأعيان بالديار المصرية إلى أن قبض عليه الملك الناصر وحبسه في سلطنته الثالثة‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين بهادر الشمسي بقلعة دمشق وكان أحد من قبض عليه الملك الناصر وحبسه‏.‏

وكان مشهورًا بالشجاعة والإقدام‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين منكوتمر الطباخي والأمير سيف الدين أركتمر كلاهما بالجب من قلعة الجبل‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان ونصف‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

وكان الوفاء بعد النوروز بأيام‏.‏

بن قلاوون الثالثة على مصر وهي سنة تسع عشرة وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الشيخ الصالح المعتقد أبو الفتح نصر بن سليمان بن عمر المنبجي الحنفي بزاويته بالقاهرة في جمادى الآخرة ودفن بجوار الزاوية‏.‏

ومولده سنة ثمان وثلاثين وستمائة وكان عالمًا زاهدًا متقشفًا‏.‏

سمع الحديث وبرع في الفقه والتصوف وأقبا عليه ملوك عصره‏.‏

ذكر ابن أخيه الشيخ قطب الدين قال‏:‏ سألني الشيخ يومًا‏:‏ هل قرب وقت العصر فقلت‏:‏ لا وبقي يسألني عن ذلك ساعة فساعة وهو مسرور مستبشر بوقت العصر فلما دخل وقت العصر مات‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبو عبد الله الحسين بن سليمان بن فزارة الكفري بفتح الكاف البصروي الحنفي في ثالث عشر جمادى الأولى ودفن بقاسيون‏.‏

وكان فقيهًا محدثًا ناب في الحكم وحمدت سيرته وسمع الكثير وبرع في الفقه وغيره‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين كراي المنصوري معتقلًا بقلعة الجبل وكان من أكابر مماليك المنصور قلاوون‏.‏

وولي نيابة القدس ثم ولاه الملك الناصر محمد في سلطنته هذه الثالثة نيابة الشام بعد قراسنقر ثم قبض عليه وحبسه بالكرك مدة ثم نقله إلى القاهرة وحبسه بقلعة الجبل إلى أن مات وتوفي الأمير سيف الدين إغزلو العادلي بدمشق وكان من أكابر أمرائها‏.‏

وكان ولي نيابة دمشق في أواخر دولة أستاذه الملك العادل زين الدين كتبغا فعزله الملك المنصور حسام الدين لاجين عن نيابة دمشق ثم صار بعد ذلك من أمراء دمشق إلى أن مات‏.‏

وكانت ولايته على نيابة دمشق نحوًا من ثلاثة أشهر وكان موصوفًا بالشجاعة والإقدام‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين قيران الشمسي بدمشق ودفن بقاسيون بتربة ابن مصعب‏.‏

وكان من جملة أمراء دمشق وكان دينًا خيرًا عفيفًا مع كرم وشجاعة‏.‏

وتوفي الأمير علاء الدين طيبرس بن عبد الله الخازنداري نقيب الجيوش المنصور وأحد أمراء الطبلخاناه في العشرين من شهر ربيع الآخر ودفن بقبته التي أنشأها بمدرسته على باب جامع الأزهر‏.‏

واستقر عوضه في نقابة الجيش الأمير شهاب الدين أحمد بن آقوش العزيزي المهمندار‏.‏

وطيبرس هذا هو الذي كان أنشأ الجامع والخانقاه على النيل وعرف ذلك المكان بالطيبرسي وقد تهدم الجامع والخانقاه ونقل صوفيتها إلى مدرسته التي أنشأها على باب الجامع الأزهر على يمنة الداخل إلى الجامع‏.‏

وكان من أجل الأمراء وأقدمهم وطالت أيامه في وظيفته أقام فيها أربعًا وعشرين سنة لم يقبل لأحد هدية وإنما كان شأنه عمارة إقطاعه والزراعة ومن ذلك نالته السعادة وعمر الأملاك‏.‏

وكان دينًا خيرًا بخلاف آقبغا عبد الواحد الذي عمر مدرسته أيضًا على باب الجامع الأزهر في وتوفي الشيخ بدر الدين أبو عبد الله محمد بن منصور بن إبراهيم بن منصور بن رشيد الربعي الحلبي الشافعي المعروف بابن الجوهري‏.‏

ولد بحلب في ثالث عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وستمائة وكان فاضلًا دينًا أثنى عليه الحافظ البرزالي في معجمه‏.‏

وكانت وفاته في يوم السبت سابع عشر جمادى الآخرة من السنة‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين ملكتمر بن عبد الله السليماني الجمدار فجأة‏.‏

وكان من أعيان الأمراء وأماثلهم‏.‏

وتوفي القاضي فخر الدين أبو عمرو عثمان بن علي بن يحيى بن هبة الله الأنصاري الشافعي المعروف بابن بنت أبي سعد في جمادى الآخرة من السنة‏.‏

وتوفي بدمشق الأمير شهاب الدين أحمد بن محمد بن الملك الأمجد مجد الدين حسن بن الملك الناصر داود بن الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب أحد أمراء دمشق في شهر رجب‏.‏

وتوفي الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك الزاهر مجير الدين داود ابن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه ابن الملك القاهر ناصر الدين محمد ابن الملك المنصور أسد الدين شيركوه الكبير ابن شادي أحد أمراء دمشق بالقاهرة في ثاني ذي القعدة‏.‏

كان قدمها في طلب الإمرة فأنعم عليه أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم لم يحرر‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الحادية عشرة من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر وهي سنة عشرين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي قاضي القضاة كمال الدين أبو حفص عمر ابن قاضي القضاة عز الدين أبي البركات عبد العزيز بن الصاحب محيي الدين أبي عبد الله محمد بن قاضي القضاة نجم الدين أبي الحسن أحمد بن قاضي القضاة جمال الدين أبي الفضل هبة الله بن قاضي القضاة مجد الدين أبي غانم محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة العقيلي الحلبي الحنفي الشهير بابن العديم قاضي قضاة حلب وغيرها‏.‏

كان فقيهًا عالمًا مشكور السيرة‏.‏

وكمال الدين هذا غير بن العديم المتقدم صاحب تاريخ حلب وغيرها من التصانيف وقد مر ذكره‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العلامة النحوي اللغوي شمس الدين محمد بن حسن بن سباع بن أبي بكر الجذامي المصري الأصل الدمشقي المولد المعروف بابن الصائغ‏.‏

مات بدمشق في ثالث شعبان‏.‏

ومولده سنة خمس وأربعين وستمائة بدمشق‏.‏

كان أديبًا فاضلًا في فن الأدب وله النظم والنثر ومعرفة بالعروض والقوافي والبديع واللغة والنحو وشرح مقصورة ابن دريد في مجلدين‏.‏

واختصر صحاح الجوهري وجرده من الشواهد وصنف قصيدة عدتها ألفا بيت فيها العلوم والصنائع وله مقامات وأشياء كثيرة‏.‏

ومن شعره من قصيدة أولها‏:‏ الكامل لي نحو ربعك دائمًا يا جلق شوق أكاد به جوى أتمزق وهمول دمع من جوى بأضالعي ذا مغرق طرفي وهذا محرق أشتاق منك منازلًا لم أنسها إني وقلبي في ربوعك موثق ومنها‏:‏ والريح يكتب في الجداول أسطرًا خط له نسج النسيم محقق والطير يقرأ والنسيم مردد والغصن يرقص والغدير يصفق وتوفي الأديب شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن يوسف بن قاسم الكناني الشارمساحي الشاعر المطبوع صاحب النوادر الظريفة المضحكة‏.‏

والعامة يسمونه الشارمساحي وكان شاعرًا مطبوعًا غير أنه كان مغرى بالهجاء وثلب الأعراض وكان يحضره الملك الناصر مجلسه في بعض الأحيان‏.‏

ومات بالقاهرة‏.‏

ومن شعره من آخر قصيدة‏:‏ البسيط وقد مر من هجوه في ابن المرحل وابن عدلان في أول ترجمة الناصر في سلطنته الثالثة‏.‏

وكان عارفًا بعلوم‏.‏

وتوفي الشيخ إسماعيل بن سعيد الكردي قتيلًا على الزندقة في يوم الاثنين ثاني عشرين صفر‏.‏

وكان عارفًا بعلوم كثيرة حتى إنه كان يحفظ من التوراة والإنجيل غير أنه حفظت عنه عظائم في حق الأنبياء عليهم السلام‏.‏

ومع ذلك كان يتجاهر بالمعاصي فاجتمع القضاة بسببه غير مرة حتى أفتى بعضهم بضرب عنقه فضربت عنقه بين القصرين‏.‏

وتوفي الشيخ المعمر زين الدين أبو القاسم محمد بن علم الدين محمد بن الحسين ين عتيق بن رشيق الإسكندري المالكي بمصر في المحرم‏.‏

وكان ولي قضاء الإسكندرية مدة طويلة‏.‏

وكان له نظم‏.‏

وتوفي قتيلًا سيف الدين آقجبا مملوك الأمير ركن الدين بيبرس التاجي بدمشق في خامس عشرين شهر ربيع الأول‏.‏

وكان عنده فضيلة إلأ أنه لم يقنع بذلك حتى ادعى النبوة وشاع عنه ذلك حتى قتل‏.‏

وتوفي السلطان الغالب بالله أبو الوليد إسماعيل بن الفرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر صاحب غرناطة والأندلس من بلاد المغرب في ذي القعدة وأقيم بعده ابنه أبو عبد الله محمد‏.‏

وكان من أجل ملوك المغرب‏.‏

وكان مولده سنة ثمانين وستمائة‏.‏

واستولى على الأندلس ثلاث عشرة سنة وملك البلاد في حياة أبيه الفرج وكان أبوه متوليًا إذ ذاك لمالقة فلما أراد إسماعيل هذا الخروج لامه أبوه فقبض إسماعيل على أبيه وعاش أبوه في سلطنته بعد ذلك عزيزًا مبخلًا إلى أن مات في ربيع الأول سنة عشرين وسبعمائة وقد شاخ ثم قتل ابنه صاحب الترجمة وقتل قاتله‏.‏

رحمه الله‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وأصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

وهبط النيل بسرعة فشرقت الأراضي‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏

السنة الثانية عشرة من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر وهي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الشيخ الإمام المقرىء عفيف الدين عبد الله بن عبد الحق بن عبد الله بن عبد الأحد القرشي المخزومي الدلاصي المصري‏.‏

مات بمكة المشرفة في رابع عشر المحرم ومولده في شهر رجب سنة ثلاثين وستمائة وكان إمامًا مقرئًا زاهدًا أقام أكثر من ستين سنة يقرىء القرآن تجاه الكعبة‏.‏

وتوفي الشيخ شمس الدين محمد بن علي بن عمر المازني الأديب المعروف بالدهان بدمشق‏.‏

وكان شاعرًا مجيدًا يعرف الأنغام والموسيقى وصناعة الدهان وكان يعمل الشعر ويلحنه موسيقى ويغني به فيكون من شعره وصناعته‏.‏

ومن شعره موشحة أولها‏:‏ بأبي غصن بانة حملا بدر دجى بالجمال قد كملا أهيف فريد حسن ما ماس أو سفرا إلا أغار القضيب والقمرا يبدي لنا بابتسامه دررا في شهد لذ طعمه وحلا كأن أنفاسه نسيم طلا قرقف وتوفي الطواشي صفي الدين جوهر مقدم المماليك السلطانية‏.‏

كان رجلًا صالحا دينًا خيرًا وله حرمة وصولة عظيمة على المماليك وغيرهم‏.‏

ولي التقدمة في أيام المظفر بيبرس الجاشنكير فلما عاد الملك الناصر إلى ملكه عزله بصواب الركني واستمر بطالًا إلى أن مات‏.‏

وتوفي الشيخ حميد الدين أبو الثناء محمود بن محمد بن محمودب ن نصر النيسابوري شيخ الخانقاه وتوفي الملك المؤيد هزبر الدين داود بن الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول التركماني الأصل اليمني المولد والمنشأ والوفاة صاحب ممالك اليمن‏.‏

تسلطن بعد أخيه في المحرم سنة ست وتسعيت وستمائة فملك نيفًا وعشرين سنة وكان قبل سلطنته تفقه وحفظ كفاية المتحفظ ومقدمة ابن بابشاذ‏.‏

وبحث التنبيه وطالع وفضل وسمع الحديث وجمع الكتب النفيسة في سلطنته حتى قيل إن خزانة كتبه اشتملت على مائة ألف مجلد‏.‏

وكان مشكور السيرة محبًا لأهل الخير‏.‏

ولما أنشأ قصره بظاهر زبيد قال فيه الأديب تاج الدين عبد البافي بن عبد المجيد اليمني أبياتًا منها‏:‏ البسيط أنسى بإيوانه كسرى فلا خبر من بعد ذلك عن كسرى لإيوان وفي الملك المؤيد يقول أيضًا عبد الباقي المذكور وقد ركب المؤيد فيلًا‏:‏ البسيط الله ولاك يا داود مكرمة ورتبة ما أتاها قبل سلطان ركبت فيلًا وظل الفيل ذا رهج مستبشرًا وهو بالسلطان فرحان لك الإله أذل الوحش أجمعه هل أنت داود فيه أم سليمان وكانت وفاته في ذي الحجة وتولى بعده ابنه الملك المجاهد علي واضطربت ممالك اليمن بعد وتوفي مجد الدين أحمد بن معين الدين أبي بكر الهمذاني المالكي خطيب الفيوم وكان يضرب به المثل في المكارم والسؤود وكان فصيحًا خطيبًا بليغًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وست أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وخمس أصابع‏.‏

وكان الوفاء ثاني أيام النسيء‏.‏

والله أعلم‏.‏

السنة الثالثة عشرة من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر وهى سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي قاضي القضاة شمس الدين محمد بن الشيخ أبي البركات محمد بن الشيخ أبي العز بن صالح بن أبي العز بن وهيب بن عطاء الأذرعي الحنفي بدمشق في سابع المحر ثم عقيب قدومه من الحجاز‏.‏

ومولده سنة ثلاث وستين وستمائة‏.‏

وكان إمامًا فاضلًا فقيهًا بصيرًا بالأحكام حكم بدمشق نحو عشرين سنة وخطب بجامع الأفرم مدة ودرس بالظاهرية والنجيبية والمعظمية وأفتى وآنتفع به غالب طلبة دمشق‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم الزاهد الفقيه المفتي الحافظ المسند المعمر بقية السلف رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم بن الطبري المكي الشافعي إمام المقام بالحرم الشريف أم به أكثر من خمسين سنة‏.‏

وكان فقيهًا صالحًا عابدًا‏.‏

ومولده بمكة في سنة ست وثلاثين وستمائة‏.‏

ومات في شهر ربيع الأول‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام الفقيه الصوفي علاء الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الهروي الحنفي‏.‏

كان فقيهًا فاضلًا وسلك طريق التصوف وطاف البلاد وأقام بحلب مدة وتصدى للإفتاء والتدريس سنين‏.‏

ومن إنشاده رحمه الله‏:‏ مجزوء الرجز كم حسرات في الحشى من ولد قد انتشا كنا نشاء رشده فما نشا كما نشا وتوفي الأديب الشاعر جمال الدين أبو الفتح محمد بن يحيى بن محمد الأموي المصري الشاعر المشهور‏.‏

وكانت لديه فضيلة وكان رحالًا طاف البلاد ثم رجع إلى العراق فمات به‏.‏

ومن شعره‏:‏ البسيط وافى الربيع ولي سبغ ألازمها لزوم مرء له في الدهر تجريب ملك ومال ومملوك ومطربة مع المدام ومحبوب ومركوب وتوفي الأديب الشاعر أبو علي الحسن بن محمود بن عبد الكبير اليماني العدني‏.‏

كان فاضلًا ناظمًا ناثرًا وله ديوان شعر مشهور باليمن وغيره‏.‏

ومن شعره‏:‏ البسيط برق تألق من تلقاء كاظمة ما باله خطف الأبصار في إضم قد خط منه على آفاقها خطط كأنهن ولوع البيض في اللمم وتوفي الشيخ حسن العجمي الجواليقي القلندري بدمشق وكان أولًا يسكن بالقاهرة وعمر له بها زاوية خارج باب النصر وهي إلى الآن تعرف بزاوية القلندرية ثم سافر إلى دمشق فمات بها‏.‏

قال الشيخ عماد الدين إسماعيل بن كثير في تاريخه‏:‏ وكان قريبًا من خواطر الملوك لاسيما أهل بيت الملك المنصور قلاوون‏.‏

وكان كثيرًا ما ينشد أبياتًا أولها‏:‏ الطويل سلام على ربع به نعم البال وعيش مضى ما فيه قيل ولا قال لقد كان طيب العيش فيه مجردًا من الهم والقوم اللوائم غفال وتوفي الأمير عز الدين أيدمر بن عبد الله الساقي المعروف بوجه الخشب بدمشق‏.‏

وكان من أعيان الأمراء وفيه شجاعة وإقدام وهو أحد من أخرجه الملك الناصر من مصر‏.‏

وتوفي القاضي قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي الشافعي خليفة الحكم ووكيل بيت المال في ذي الحجة‏.‏

وكان معدودًا من الفقهاء وله وجاهة‏.‏

وتوفيت المسندة المعمرة أم محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر في ذي الحجة بالقدس عن أربع وتسعين سنة‏.‏

وكانت رحلة زمانها رحل إليها من الأقطار وصارت مسندة عصرها‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وإصبعان‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

وكان الوفاء أول أيام النسيء‏.‏

السنة الرابعة عشرة من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر وهي سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس أحمد بن عماد الدين محمد بن أمين الدين سالم بن الحافظ المحدث بهاء الدين الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الثعلبي الدمشقي الشافعي في سادس عشر شهر ربيع الأول بدمشق ودفن بتربتهم بالقرب من الركنية‏:‏ ومولده سنة خمس وخمسين وستمائة‏.‏

وكان إمامًا عالمًا بارعًا مدرسًا مفتيًا كاتبًا مجودًا‏.‏

ولي عدة تداريس وباشر قضاء الشام استقلالًا في سنة اثنتين وسبعمائة مع عدة تداريس‏.‏

وكان له نظم ونثم وخطب‏.‏

ومن شعره رحمه الله‏:‏ الكامل ومهتف بالوصل جاد تكرمًا فأعاد ليل الهجر صبحًا أبلجا ما زلت ألثم ما حواه لثامه حتى أعدت الورد فيه بنفسجا وتوفي الشيخ الأديب الفاضل صلاح الدين صالح بن أحمد بن عثمان البعلبكي الشاعر المشهور بالقواس‏.‏

كان رجلًا خيرًا صحب الفقراء وسافر البلاد وكان أصله من مدينة خلاط وكان يدخل الزوايا ويتواجد في سماعات الفقراء وله شعر كثير من ذلك ما قاله في ناعورة حماة‏:‏ الطويل وناعورة رقت لعظم خطيئتي وقد لمحت شخصي من المنزل القاصي بكت رحمة لي ثم ناحت لشجوها ويكفيك أن الخشب تبكي على العاصي وهو صاحب القصيدة ذات الأوزان التي أولها‏:‏ البسيط داء ثوى بفؤاد شفه سقم لمحنتي من دواعي الهم والكمد وتوفي الشيخ الأديب الفاضل العدل شهاب الدين محمد بن محمد بن محمود بن مكي المعروف بابن دمرداش الدمشقي وبها مات ودفن بقاسيون‏.‏

ومولده سنة ثماني وثلاثين وستمائة وكان شاعرًا مجيدًا‏.‏

وكان في شبابه جنديًا فلما شاخ ترك ذلك وصار شاهدًا‏.‏

وشعره سلك فيه مسلك مجير الدين بن تميم لأنه صحبه وأقام معه بحماة مدة عشرين سنة‏.‏

ومن شعره‏:‏ الطويل أقول لمسواك الحبيب لك الهنا بلثم فم ما ناله ثغر عاشق فقال وفي أحشائه حرق الجوى مقالة صمث للديار مفارق تذكرت أوطاني فقلبي كما ترى أعفله بين العذيب وبارق قلت‏:‏ ومثل هذا قول القائل‏:‏ الكامل هنئت يا عود الأراك بثغره إذ أنت في الأوطان غير مفارق إن كنت فارقت العذيب وبارقًا ها أنت ما بين العذيب وبارق ومثله لابن قرناص‏:‏ الطويل‏:‏ سألتك يا عود الأراكة أن تعد إلى ثغر من أهوى فقبله مشفقا ورد من ثنيات العذيب منيهلًا يسلسل ما بين الأبيرق والنقا وقد ذكرنا مثل هذا عدة كثيرة في كتابنا حلية الصفات في الأسماء والصناعات‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ المؤرخ الأخباري الأديب كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن الفوطي صاحب التصانيف المفيدة من جملتها‏:‏ تاريخ كبير جدًا وآخر دونه وسماه بمجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب في خمسين مجلدًا‏.‏

والتاريخ الكبير على الحوادث من آدم إلى خراب بغداد وغير ذلك‏.‏

وله شعر كثير ومجموع أدبيات سماه الدرر الناصعة في شعر المائة السابعة‏.‏

وصنف كتاب درر الأصداف في غرر الأوصاف مرتبًا على وضع الوجود من المبدأ إلى المعاد يكون عشرين مجلدًا‏.‏

وكتاب لقيح الأفهام في المختلف والمؤتلف مجدولًا وكان له يد طولى في ترصيع التراجم وذهن سيال وقلم سريع وخط بديع إلى الغاية‏.‏

قيل‏:‏ إنه كتب من ذلك الخط الفائق الرائق أربع كراريس في يوم وكتب وهو نائم على ظهره‏.‏

وكان له نظر في فنون الحكمة كالمنطق وغيره‏.‏

وتوفي الملك المجاهد سيف الدين أنص بن السلطان الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري بعد ما كف بصره من سهم أصابه وكانت وفاته في المحرم‏.‏

وتوفي الأمير طيدمر سيف الدين الجمدار أحد أعيان الأمراء‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وست عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏

السنة الخامسة عشرة من سلطنة الناصر محمد وهي سنة أربع وعشرين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الشيخ الصالح المعتقد أيوب المسعودي بزاوية الشيخ أبي السعود بالقرافة وقد قارب المائة سنة وضعف في آخر عمره فكان يحمل إلى حضور الجمعة وكان يذكر أنه رأى الشيخ أبا السعود‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم الزاهد الحافظ المحدث علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن سليمان الدمشقي الشافعي الشهير بابن العطار‏.‏

كان فقيهًا محدثًا وكانوا يسمونه مختصر النووي‏.‏

ودرس وأفتى سنين وانتفع به الناس‏.‏

وتوفي الأمير شمس الدين محمد بن عيسى بن مهنا أمير العرب وملك آل فضل وكان حسن الهيئة عاقلًا حازمًا عارفًا بالأمور‏.‏

مات بسلمية‏.‏

وتوفي الشيخ برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن ظافر في جمادى الآخرة‏.‏

وكان فقيهًا شافعيًا معدودًا من أعيان الشافعية‏.‏

وتوفي الشيخ تقي الدين محمد بن عبد الرحيم بن عمر الباجربقي النحوي الشافعي في شهر ربيع الآخر وآتهم بالزندقة في تصانيفه ووقع له بسبب ذلك أمور وهو صاحب الملحمة الباجربقية وله غيرها عدة تصانيف أخر‏.‏

وتوفي الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير بحر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح في جمادى الآخرة‏.‏

وكان ناصر الدين هذا من جملة مقدمي الألوف بالديار المصرية وكان معظمًا في الدولة موصوفًا من الشجعان‏.‏

وتوفي الأمير الطواشي زين الدين عنبر الأكبر زمام الدور السلطانية في جمادى الأولى وكان من أعيان الخدام وأماثلهم‏.‏

وتوفي الشيخ المعتقد الصالح محمود الحيمري العجمي خارج القاهرة وكان من محاسن أبناء جنسه‏.‏

وتوفي خطيب جامع عمرو بن العاص الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن حسن بن علي القسطلاني في شهر ربيع الآخر وكان دينًا خيرًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وتسع عشرة إصبعًا‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏

السنة السادسة عشرة من سلطنة الناصر محمد وهي سنة خمس وعشرين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير ركن الدين بيبرس بن عبد الله المنصوري الدوادار صاحب التاريخ في ليلة الخميس خامس عشرين شهر رمضان‏.‏

كان أصله من مماليك الملك المنصور قلاوون أنشأه ورقاه إلى أن ولاه نيابة الكرك إلى أن عزله الملك الأشرف خليل بالأمير آقوش الأشرفي نائب الكرك ثم صار بعد ذلك دوادارًا وناظر الأحباس مدة طويلة ثم ولي نيابة السلطنة في أيام الملك الناصر محمد الثالثة فدام مدة ثم قبض عليه الملك الناصر وحبسه إلى أن مات‏.‏

وقيل أطلقه بعد حبسه بمدة‏.‏

وكان أميرًا عاقلًا فاضلًا معظمًا في الدول وكان إذا دخل على الملك الناصر يقوم له إجلالًا‏.‏

وكان له أوقاف على وجوه البر وهو صاحب المدرسة الدوادارية بخط سويقة العزي خارج القاهرة‏.‏

وله تاريخ زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة في أحد عشر مجلدًا أعانه على تأليفه كاتبه ابن كبر النصراني‏.‏

وكان يجلس عند السلطان رأس الميمنة عوضه‏.‏

قلت‏:‏ كانت قاعدة قديم أنه من كان قديم هجرة من الأمراء يجلس فوق الجميع ولم يكن يوم ذاك أمير كبير أتابك العساكر كما هي عادة أيامنا هذه وإنما استجدت هذه الوظيفة في أيام السلطان حسن وأول من وليها بخلعة الأمير شيخون وصارت من يومئذ وظيفة إلى يومنا هذا‏.‏

وتوفي أمير المدينة النبوية الشريف منصور بن جماز بن شيحة الحسيني في حرب كان بينه وبين حديثة بن أخيه فقتله حديثة المذكور في رابع عشرين شهر رمضان فكانت مده ولايته على المدينة ثلاثًا وعشرين سنة وأيامًا واستقر عوضه في إمرة المدينة ابنه كبيش بن منصور‏.‏

وتوفي الإمام الغلامة البليغ الكاتب المنشىء الأديب شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سليمان بن فهد الحلبي ثم الدمشقي الحنبلي صاحب ديوان الإنشاء بدمشق في ليلة السبت ثاني عشرين شعبان سنة خمس وعشرين وسبعمائة‏.‏

ومولده سنة أربع وأربعين وستمائة ونشأ بدمشق وسمع الحديث وكتب المنسوب ونسخ الكثير وتفقه على أبي المنجا وغيره وتأدب بابن مالك ولازم مجد الدين بن الطهير وحذا حذوه وسلك طريقه في النظم والكتابة‏.‏

وولي كتابة سر دمشق بعد موت القاضي شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله المعمري إلى أن مات‏.‏

وفيه يقول الأديب البليغ ألطنبغا الجاولي‏:‏ البسيط‏:‏ قال النحاة بأن الاسم عندهم غير المسمى وهذا القول مردود الاسم عين المسمى والدليل على ما قلت أن شهاب الدين محمود ومن شعر شهاب الدين المذكور‏:‏ المتقارب‏:‏ رأتني وقد نال مني النحول وفاضت دموعي على الخذ فيضا فقالت بعيني هذا السقام فقلت صدقت وبالخصر أيضا قلت‏:‏ وقد مر من ذكر الشهاب محمود هذا وشعره قطعة كبيرة في فتوحات الملك المنصور قلاوون وغيره‏.‏

وتوفي الخطيب جمال الدين محمد بن تقي الدين محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي بن محمد القسطلاني في ليلة السبت مستهل شهر ربيع الأول‏.‏

كان يخطب بجامع القلعة ويصلي بالسلطان الجمعة واستمر على ذلك سنين‏.‏

وبعض الناس يحسب أن العادة لا يخطب ويصلي بالسلطان إلا القاضي الشافعي وليس الأمر كذلك‏.‏

وما استجد هذا إلا الملك الظاهر برقوق في سلطنته الثانية وإنما كانت العادة قبل ذلك من ندبه السلطان أن يخطب ويصلي به فعل ذلك كائنًا من كان‏.‏

وتوفي الشيخ شرف الدين يونس بن أحمد بن صلاح القلقشندي الفقيه الشافعي في خامس عشرين شهر ربيع الآخر‏.‏

وكان عالمًا فاضلًا‏.‏

وتوفي الشيخ المقرىء تقي الدين محمد بن الصفي الشهير بالتقي الصائغ في صفر كان فاضلًا مقرئًا مجودًا‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين بلبان بن عبد الله التتاري المنصوري في ذي القعدة‏.‏

وكان من أعيان مماليك المنصور قلاوون وصار من أعيان أمراء الديار المصرية‏.‏

وتوفيت الشيخة حجاب شيخة رباط البغدادية في المحرم‏.‏

وكانت خيرة دينة ولها قدم في الفقر والتصوف‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وست أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

وكان الوفاء أول أيام النسيء‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏